Author name: m.oshallah

blog

أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية

أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية التصميم كفعل أخلاقي التصميم ليس مجرد مهنة بل هو تعبير عن قيم وأفكار وتأثير مجتمعي. كل تصميم يُنشر في العالم يحمل معه رسالة، سواء كانت مرئية أو ضمنية، وهنا تظهر أخلاقيات المصمم كحجر زاوية في العمل الإبداعي. فالمصمم ليس مجرد منفذ بصري، بل هو وسيط بين الفكرة والجمهور، وعليه مسؤولية أخلاقية تجاه ما يقوم بابتكاره وينشره. ولكن.. كيف يمكن للمصمم تحقيق التوازن بين الإبداع.. والجمال.. والأخلاق؟ الصدق متى يصبح الإبداع خيانة؟ من المهم أن ندرك أن هذا السؤال لن يزول تقريبا من نفس المصمم وهو مرافق لكل مشروع من الممكن أن ينجزه. إن تصميم الجرافيك هو أداة تواصل بين منتج (أو محتوى) وجمهور. لكنه للأسف قد يتحول بسهولة إلى أداة خداع عندما يصمم المصمم إعلانا مضللا أو يغطي على حقيقة منتج سيء. وهو بذلك لا يخون أمانته الإبداعية فقط.. بل أيضا مجتمعه وجمهوره. ولنأخذ ما حدث مع هيلموت كرون (Helmut Krone) وحملته الإعلانية مثالا لذلك. Helmut Krone يذكر أن صناعة الإعلانات في الستينات كانت تعتمد على المبالغات الضخمة والوعود الكاذبة. لكن المصمم هيلموت كرون (Helmut Krone) كسر هذه القاعدة عندما صمم حملة “Think Small” لشركة فولكس فاجن (Volkswagen) وبدلا من إظهار السيارة كرمز للرفاهية، ركّز على ميزتها الحقيقية: بساطتها وصغر حجمها.لم تكن هذه مجرد حملة إعلانية، بل كانت درسا في الصدق العملي. وقد تم تصنيف تلك الحملة عام ١٩٩٩من قبل مجلة Ad Age كأفضل حملة إعلانية في القرن العشرين. العمل الأخلاقي لا يعني التضحية بالإبداع، بل يعني تقديم الحقيقة بطريقة ذكية وجذابة.  المسؤولية الاجتماعية التصميم كقوة للتغيير التصميم ليس منتجا محايدا، فهو إما أن يدعم الخير (بكل معانيه الفرعية من عدل أو جودة أو إتقان أو أخلاق) أو أنه يخدم مصالح غير أخلاقية.المصمم الذي يدرك تلك القوة يتحمل مسؤولية اجتماعية تجاه كيفية استخدام أدواته. عندما صمم شيبرد فيري (Shepard Fairey) ملصق”Hope” لحملة باراك أوباما عام 2008، لم يكن مجرد عمل فني، بل كان أداة لتغيير المزاج السياسي. Shepard Fairey كان التصميم بسيطا لكنه قوي بصريا، وأصبح رمزا للحملة بأكملها. هذه القصة توضح كيف أن التصميم يمكن أن يكون أداة للتعبئة الاجتماعية وليس مجرد زخرفة بصرية. لكن في المقابل، على المصمم أن يسأل نفسه دائما: هل أستخدم مهارتي لدعم قضية عادلة، أم أنني أشارك في نشر الدعاية؟ وهنا يكمن التحدي الأخلاقي الحقيقي.  الملكية الفكرية متى يكون الإلهام سرقة؟ يعتمد التصميم بالطبع على الإلهام والتأثر بالأعمال السابقة.ولكن هناك خط رفيع بين الاستلهام والسرقة.نسخ الأفكار دون اعتراف بأصحابها ليس مجرد تصرف غير أخلاقي، بل هو إهدار للإبداع الحقيقي.لقد كان المصمم الألماني ديتر رامس (Dieter Rams) الذي عمل مع شركة Braun هو المصدر الأصلي لمبادئ التبسيط الوظيفي للتصميم.. والذي قامت شركة آبل (Apple) لاحقا باستلهام فلسفته  لكنهم لم ينسبوا الفضل إليه إلا بعد سنوات.رامس لم يعترض.. لكنه قال: “التصميم الجيد يجب أن يكون صادقا”. وهذه عبارة تحمل في طياتها مبدأ أخلاقيا مهما:  إذا أخذت فكرة، فأضف إليها شيئا جديدا، وامنح الفضل لمن سبقك.  العملاء هل يجب أن يعمل المصمم لصالح أي شخص؟ كثير من المصممين يواجهون هذا السؤال: هل يجب أن أقبل أي مشروع؟ أم أن هناك حدودا أخلاقية؟في يوم توجهت شركات التبغ للمصمم الألماني الشهير إريك سبيكرمان (Erik Spiekermann) لتصميم حملات إعلانية عن السجائر. Erik Spiekermann لكن  إريك سبيكرمان (Erik Spiekermann) رفض العمل مع شركات التبغ رغم العروض المغرية التي تلقاها. لقد كان يؤمن بشكل واضح أن: “التصميم يجب أن يخدم المجتمع، لا أن يضره”. وهو ما يثير سؤالا مهما يجب على كل مصمم أن يضعه في حسابه دوما: هل يمكن أن تقبل المال مقابل عمل قد يتعارض مع قيمك؟ قد لا تكون الإجابة عن هذا السؤال بتلك السهولة التي نتوقعها.. ولكنها تحدد هوية المصمم الحقيقية.   ختاما..   إن أخلاقيات المصمم ليست قائمة من القوانين المتحجرة، بل هي رحلة من القرارات الصعبة والمواقف المعقدة. ولابد أن نذكر بأن المصمم الحقيقي هو الذي يدرك قوة أدواته، ويستخدمها بشكل مسؤول.وكي يفعل ذلك لابد أن يطرح على نفسه بعض الأسئلة الهامة: • هل تصميمي يخدم الحقيقة أم يشوهها؟• هل أستغل موهبتي لخدمة قضايا أخلاقية؟• هل أمنح الفضل لمن ألهمني؟• هل أعمل مع عملاء يتوافقون مع قيمي؟ في النهاية..  التصميم هو انعكاس فعلي لحقيقة المصمم. وكما قال المصمم الشهير مايكل بيروت (Michael Bierut): Michael Bierut “يمكن للمصممين في الواقع تغيير العالم للأفضل.. من خلال تبسيط الأمور المعقدة وإيجاد الجمال في الحقيقة.” ………………………………………….. محمد الحموي / حقوق النشر محفوظة المصادر:1. Paul Rand, Thoughts on Design (2014)2. Michael Bierut, How to Use Graphic Design to Change the World (2015)3. Shepard Fairey, Interviews on Political Design (AIGA)4. Erik Spiekermann, Typomania (2018)5. Helmut Krone and Volkswagen, Think Small Campaign Analysis6. AI and Design Ethics, MIT Technology Review (2023) SHARE IF YOU LIKE Facebook Twitter Linkedin Whatsapp Pinterest Envelope أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية وصفة الألوان السحرية السر الأعظم للعمل الفني هل أنت رسام؟ أم مصمم؟

, , , , , , , , , , , , , , , , , , ,

أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية Read Post »

blog

وصفة الألوان السحرية

للشعوب والتجمعات الإنسانية طرق وأحوال مختلفة في فهم مكنون الألوان والتفاعل معها.. وذلك بحسب خبراتها الطبيعية والتاريخية والاجتماعية المكررة في استخدامها اليومي لتلك الألوان. فمثلا في مجتمع يتم استخدام اللون الأخضر في مدارسه كمصحح دائم للخطأ قد يكون واحد من انطباعات هذا اللون عند أفراد هذا المجتمع أنه إنذار بخطأ أو دليل على وجود مشكلة ما. (طبعا إن تمت الصياغة الشكلية للون الأخضر بطريقة معينة تقارب طريقة استخدامه كمصحح). وذلك على الرغم من أن الانطباع العام للون الأخضر هو لون سلام وراحة واسترخاء وتعافي وذلك تبعا لملاحظة أثر هذا اللون في الطبيعة على النفس البشرية من خلال وجوده وامتداده من حولنا عبر المساحات الخضراء والزرع والأشجار. أذكر أني قرأت قصة صغيرة توضيحية في كتاب يدعى (مائة معلومة على المصمم معرفتها حول الناس) تتحدث عن شخص يشرح لأعضاء مجلس الإدارة في شركته التقييم الربعي لأحوال الشركة في كافة الفروع.. وكان قد أعطى كل فرع من الفروع على الخريطة لونا مختلفا عن الآخر خلال عرض التقييم بالصور. (برزنتيشن). وبعد انتهائه من العرض الكلي.. _ سأله محاسب في القسم المالي: ما هي إذن مشكلة الفرع الغربي؟ _ أجاب المدير: لا توجد مشكلة أبدا.. الفرع الغربي حقق أرباحا ممتازة. _ فسأله الرجل مرة أخرى: ولكن لماذا وضعت اسم الفرع بالأحمر؟)) للألوان إذن انطباعات عامة بحسب وجودها الطبيعي في البيئة الطبيعية، وانطباعات اجتماعية بحسب استخدامها الاجتماعي في الخبرة الجمعية وطريقة توظيف اللون والشكل المحدد له.. فاللون الأحمر مثلا (في مثالنا السابق) هو دليل إنذار عند المحاسبين الماليين في بعض الناطق.. وقد تم استخدامه بشكل أو طريقة تعزز المفهوم المسبق له.. فوقع في نفس المحاسب كإنذار. هناك دراسات كثيرة حول معاني الألوان وانطباعاتها.. وقد تم تشكيل عدة أنماط من العجلات اللونية وما تعنيه.. سواء كمعلومات موجزة مقتصرة على معان مبسطة (حاسمة وغير دقيقة) مثل الأزرق يعني الثقة والأسود يعني القوة.. أو كمعلومات مفصلة تفرز الألوان بحسب الانعكاس الطبيعي لها وفقا لوجودها في الطبيعة (الأزرق لون السماء والأخضر لون الزرع وهكذا..) أو بحسب الانعاكس الاجتماعي لها وفقا لتغير انطباعاتها بحسب بلدان العالم (مثل أن الهند تعتبر الأحمر لون الحياة وبعض دول أفريقيا مثلا تعتبره لون الموت..) ما يهم المصمم تحديده في هذا الأمر عند البدء بتصميمه هو دافعه الشخصي أو السبب وراء اختياره لألوان التصميم.. وفي الوقت نفسه طريقة توظيف تلك الألوان بشكل معين لا يتعارض مع هدفه وأيضا لا يتفق مع معنى اجتماعي قد يشوش هدفه باستخدام اللون ويحوله عن مراده. ……. معنى هذا أن على المصمم أن يكون على دراية تامة بأربعة عوامل _برأينا_ هي الأساس بتحديد وتوظيف لونه المستخدَم: 1- انطباعات الألوان بشكل عام. (وهي النقطة الوحيدة من النقاط الأربع التي قد يراعيها المصمم في عالمنا العربي _إلا ما ندر_ ولكن غالبا ستكون مراعاته تلك وفقا للمعلومات الموجزة فقط التي وصفناها بعدم الدقة أزرق = ثقة / أسود = قوة .. الخ، دون التمحيص بالمعاني الطبيعية للون وطبيعة تواجده في الطبيعة). 2- الشريحة المستهدفة من التصميم وانطباعات الألوان لديها بشكل خاص. 3- طريقة توظيف اللون سواء لتعزيز الانطباع أو لعكس مفعوله (كسر القاعدة). 4- التناغم اللوني بين اللون الأساسي والألوان المساعدة بما يحقق الرؤية الفنية الجمالية. .. ولنأخذ مثالا عمليا كي نستطيع الإحاطة أكثر بالنقاط الأربع: لو أني اخترت مثلا أن أستخدم اللون الذهبي في تصميم ما.. فوفق النقطة الأولى: هدفي من استخدامه هو الدلالة على تفخيم المنتج وهو أمر يسير مع انطباعات اللون الذهبي الموجزة بشكل عام.. (الذهب معدن غالي الثمن). ووفق النقطة الثانية: أن أستخدم هذا اللون للتفخيم.. في الوقت الذي تكون فيه الشريحة المستهدفة هي الأطفال.. أمر فيه إشكالية كبيرة لأن الأطفال لا يدركون معنى التفخيم في اللون الذهبي كشريحة اجتماعية. ووفق النقطة الثالثة: إن أردت المحافظة على اللون الذهبي فيجب أن أخرج من هذه الإشكالية بأن أوظف اللون الذهبي كلون ساطع ملفت للطفل بحيث أخرج به من انطباعات الذهبي الموجزة وأدخل به في حيز اللون الصرف الملفت فقط وهو كسر للقاعدة ( هذا إن سلمنا أن اللون الذهبي هو لون التفخيم). ووفق النقطة الرابعة: يجب أن أختار منظومة لونية تتناسب وتتناغم مع اللون الذهبي.. ولا تتنافر معه أو تحقق معه ثقلا لونيا وازدحاما وصراعا بصريا. .. إن الخوض في النقاط الأربع السابقة ودراستها بفهم وتأنٍ يجعلنا ندرك أن استخدام الألوان في عالم التصميم لا يخضع لقوانين ثابتة نهائية ولا لوصفات سحرية.. بل هي معادلة فكرية ذوقية خاضعة لفكر المصمم وفنه وجرأته وفهمه لطبيعة تصميمه وطبيعة الجمهور الذي سيستقبله.. أي هي مزيج معقد يتم استيعابه بالتدريج والتدريب والاختبار والتجربة المتكررة والجمع ما بين الألوان في المنظومات اللونية الثنائية والثلاثية والرباعية، وصولا لفهم الانطباعات المختلفة ومقارنتها مع بعضها وهذا هو ما يبني عبر الوقت الخبرة الصحيحة باختيار الألوان.. ومن المستحيل بتر هذا الموضوع بصفات موجزة بسيطة تجعل من عالم التصميم عالما متشابها خاليا من التمايز والتميز الشخصي..  يحصر اللون بقيمة معنوية واحدة ويبرمج عقل المصمم بوصفات سحرية جاهزة للألوان. … بقلم: محمد الحموي SHARE IF YOU LIKE Facebook Twitter Linkedin Whatsapp Pinterest Envelope أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية وصفة الألوان السحرية السر الأعظم للعمل الفني هل أنت رسام؟ أم مصمم؟

, ,

وصفة الألوان السحرية Read Post »

blog

السر الأعظم للعمل الفني

منذ سنوات طويلة التقيت رساما مشهورا وسألته: _ كيف تعرف ما الذي تريد رسمه.. كيف تعرف أين تضع الخطوط.. وكيف تعرف ماهي الألوان التي تريد تضمينها في لوحتك؟ وعلى الرغم من صعوبة السؤال واتساع معناه بما لا يتناسب مع ضيق وقت الرسام في معرضه آنذاك.. إلا أنه قد حاول أن يقدم لي إجابة عن تساؤلاتي فقال: _ عندما تعرف ما الذي يلهمك.. وتعي موضوعك.. وتدرك كيفية التعامل مع المساحة والفراغ.. وتفهم مكنون اللون ودرجاته وإيحاءاته.. وتتقن استخدام أدواتك.. وتتواصل مع نفسك بشكل حر كي تعبر عنها بشكل حر.. سيتبخر سؤالك وستصبح الأمور أكثر سهولة بالنسبة إليك.. .. ولكي أكون صادقا.. لم أستطع إدراك المعنى الواضح لإجابته في ذلك الوقت.. ولم أتمكن من فهم ما يتحدث عنه إلا بعد سنوات من ذلك الحوار.. عندما دخلت أكثر في عالم الصورة الفوتوغرافية.. وفهمت أهمية الكادر المحيط بصورتي وما يمكن أن تعنيه تلك العناصر المحبوسة في داخله.. واكتشفت أخيرا أن سؤالي كان بطريقة أو بأخرى هو سؤال مباشرحول: التكوين.. الذي له الصدارة بالنسبة لأي كادر يحتوي عملا فنيا.. سواء أكان فنا حرا.. أو فنا تطبيقيا (تصميم).. _ ولكن ما هو التكوين؟ ولماذا تعتبر تلك الكلمة غموضا منفرا في بعض الأحيان بالنسبة للمصمم المبتدئ؟ كي نجيب على هذا السؤال لابد لنا من فهم معنى التكوين وتعريفه تعريفا مبسطا وسهلا.. ولعل أبسط ما يمكن أن نقوله هنا: التكوين: هو قرار الفنان.. قراره حول ما سيضعه ضمن إطار الصورة وما سيتركه خارجها.. قراره حول ما سيعطيه المساحة.. وما سيضيق عليه المساحة.. قراره حول ما سيعطيه الأهمية والحضور والثقل البصري.. وما سيجعله مكملا ثانويا بعيدا عن دور البطولة.. قراره حول الإخراج والخيارات اللونية الذي سيخرج بها عمله.. وقراره حول اختيار الاتجاه الفني الأكثر تعبيرا وتناغما مع عمله.. .. التكوين إذن هو قرار شامل يحتوي كل تلك الخيارات التابعة في الأصل لهدف الفنان من العمل الفني. وبناء على ذلك فكل ما يدخل ضمن الكادر يمكننا أن نطلق عليه: التكوين. وهو عمليا العنصر الأهم في العمل الفني لأنه ببساطة هو التعبير البصري الكامل.. وهو بساط الريح الذي سيحمل رسالة الفنان للمشاهد.. فإما أن يكون التكوين صحيحا وتصل الرسالة بشكل صحيح.. أو أن يكون التكوين مضطربا فتضيع الرسالة ويسقط العمل البصري في وادي الفشل.. ولكي نزيل الغموض الذي يحيط عادة بكلمة التكوين لابد لنا من معرفة عناصره وقواعده تفصيلا.. والإلمام بها وبتفاصيلها بشكل كامل.. والتدرب عليها ضمن ورشات عمل مكثفة تؤهلنا لإدراك المحتوى الفني (شكلا ومضمونا) داخل الكادر الذي نعمل ضمن حدوده.. وهي مسألة أساسية لا بديل عنها بالنسبة لأي شخص يود الدخول إلى عالم التعبير البصري.. سواء أكان فنانا حرا (كالرسام) أم فنانا تطبيقيا (كالمصمم أو المخرج الفني وما شابه). فالتكوين بالنسبة للفنان الحر هو عملية فهم عميقة تساهم بفتح البصيرة الفنية وبناء الألوان والأشكال وتناغمها وتراكبها.. وتأسيس منظومة بصرية متناغمة فيها وحدة وانسجام ومتصلة اتصال واضح مع مكنون الفنان وشعوره وهدفه من لوحته.. والتكوين بالنسبة للفنان التطبيقي لا يمكن أن يكون شيئا اعتباطيا قائما على التخمين والحس الفني فقط.. بل هو عملية منظمة قائمة على الفهم العميق لقواعد ونصائح وطرق تنفيذ.. قد ينجم عنها إما التزام بالقواعد.. أو كسر واعٍ ومدرك لتلك القواعد. أما إنتاج التكوينات البصرية العشوائية دون وعي أو دراية بقواعد التكوين.. فهو أمر فوضوي سيسبب إما فوضى بصرية بتكوينات تفتقر إلى الجمال والعمق الفني والثقل الحقيقي لإنتاج الفن الواعي. أو فوضى تسويقية تنتج من تصميمات لا تحقق مطلقا النتائج المرجوة التي وجدت لأجلها.. وما ذلك إلا لأن القائم على عملية التصميم هو شخص لا يعرف ولا يعي سبب اختياراته.. ولئن سألته عن السبب وراء وجود أي عنصر أو اختيار لوني أو شكلي أو مساحة مفروضة داخل تصميمه فسيصمت في أفضل الأحوال.. أو ربما سيغضب ويبارز على الفور بسلاح الحس الفني التخميني.. وهو ما نراه يحدث يوميا بين المصمم والمسوق أو بين المصمم والعميل مباشرة.. إن فهمنا لقواعد التكوين سيجعل من عملية الابتكار التي تحدث خلال العمل الفني عملية أكثر سهولة وسلاسة.. وسيصبح العصف الذهني الذي يسبق التنفيذ أكثر إبداعا وتبصرا.. خاصة في ظل الوعي البصري أو (الصحوة البصرية) التي يحدثها إدراكنا لملهمات التكوين والإمكانيات الشكلية المتنوعة التي ستكون مخزونة لدينا مسبقا من خلال تدربنا المتواصل على الرؤية والمشاهدة واكتشاف الأشكال والألوان وترتيبها الفني وفقا لشعورنا أو رسالتنا سواء من اللوحة أو من التصميم.  عندما أعود الآن لسؤالي القديم الذي سألته يوما للرسام.. سأجد أن إجابته بسيطة وسهلة جدا ومحددة بكلمة واحدة تخفي وراءها عالما كاملا من الخيارات والإمكانيات.. التكوين. SHARE IF YOU LIKE Facebook Twitter Linkedin Whatsapp Pinterest Envelope أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية وصفة الألوان السحرية السر الأعظم للعمل الفني هل أنت رسام؟ أم مصمم؟

, , , ,

السر الأعظم للعمل الفني Read Post »

blog

هل أنت رسام؟ أم مصمم؟

منزل فيه غرفتان متجاورتان.. الأولى فيها رسام.. والثانية فيها مصمم.. الأول يعمل على إنجاز لوحة.. والثاني يعمل على إنجاز تصميم.. ما هو السؤال الحرج الذي إن سألته للأول قد يغضب ويثور.. وإن سألته للثاني يجب أن يجيبك عنه ببساطة وثقة؟ قبل أن نعرض لهذا السؤال الدقيق.. لابد لنا من وقفة بسيطة نستطيع فيها التفريق ما بين مفهومين مهمين.. يمثلان الرسام والمصمم هنا وهما: الفن والفن التطبيقي. فالفن هو عملية تعبيرية حرة عن مكنونات النفس باستخدام إحدى الوسائل الإبداعية المتاحة. أما الفن التطبيقي: فهو عملية تعبيرية مقيدة عن موضوع ما يتم بالاتفاق وبالاستخدام المتقن لإحدى الوسائل الإبداعية المتاحة.   وإن عدنا إلى مثالنا الأول فسنجد أن أهم ما يتسم به الرسم (كفن حر) هو مساحته الواسعة بالتعبير.. فالرسام _كشخص يستخدم الصنعة الفنية_  يمتلك الحرية التامة بالتعبير عن نفسه والخيار الكامل باختيار أشكاله وألوانه ومواضيعه التي يضمنها في لوحاته.. _ من الممكن أن يجمع المتناقضات اللونية والازدحام الشكلي.. ثم فجأة يسعى وراء الهدوء اللوني والمساحات الفارغة.. _ من الممكن أن يعمل بالتجريد والمضمون الشكلي.. ثم يهتم فجأة بالسريالية والتعبير اللاشعوري.. _ من الممكن أن يعبر عن مشاعر جلية واضحة تارة ثم عن مكنونات غامضة تارة أخرى… وهكذا.. ولا تتحصل تلك المساحة الواسعة للفنان الحر إلا لأنه يقوم بالتعبير عن نفسه فقط.. وهذه العملية يجب أن تتم دون قيد أو شرط (إلا طبعا بعض الشروط والقواعد الخاصة بإتقانه لأدواته التي يعمل بها). وعلى العكس تماما فإننا نجد المصمم (الفنان التطبيقي) يعمل على إنتاج فنه (الموجه) ضمن قيود كثيرة قد تفرض عليه كل شيء.. ابتداء من اللون والشكل والماهية والمدرسة الفنية وانتهاء بنوع الخط والأدوات المستخدمة.. ناهيك طبعا عن موضوع العمل الذي هو أصلا ليس موضوعه الشخصي.. وهنا يكمن الفرق الأساسي. فمحتوى التصميم في الأصل هو ليس محتوى شخصيا للمصمم.. ولذلك فهو لا يعبر عن مكنونه الخاص بل عن يعبر مكنونات أخرى لجهة خارجية ذات أهداف تسويقية أو ترويجية غالبا. إن التصميم هو مساحة ضيقة للتعبير عن مفاهيم متنوعة تتراوح ما بين المنتجات المادية والأفكار الواسعة والحملات الدعائية.. وهو مساحة ضيقة لأن المتحكم بها هو العديد من العوامل التي تحتم أن يكون عمل المصمم متوازنا ما بين الفكر والفن وحسن الاختيار وإتقان أداة التعبير أو التصميم. _ من هذه العوامل مثلا: العميل وكيفية استخدامه للتصميم.. (بيع.. إعلان.. إعلام.. لفت نظر.. الخ). _ المنتَج الذي سيكون موضوع التصميم (سواء أكان منتجا ماديا أو معنويا) وما يمكن أن يفرضه من شكل ولون.. _ السوق الذي سيستقبل المنتج.. وشريحة الجمهور المستهدف وطبيعته وميوله.. _ طبيعة الحملة الإعلانية والأدوات المستخدمة فيها (فوتوشوب تصوير رسم تحريك اليستريتر.. الخ) ونوع التصميم (بروشور.. بوستر.. طباعة.. أون لاين.. سوشال ميديا.. الخ). لعل الفرق في نهاية المطاف ما بين التصميم كفن تطبيقي والرسم كفن حر هو خط دقيق يتمحور حول إمكانية أو أحقية طرح سؤال واحد فقط.. هو ذات السؤال الحرج الذي بدأنا فيه المقال.. في المنزل ذي الغرفتين.. هذا السؤال الذي يعتبر كفرا لدى الرسام ويعتبر تكرارا يوميا منطقيا لدى المصمم.. والسؤال هو: _ برر لي لم رسمت هذا؟ لم لونت هذا؟ ولم اخترت هذا الشكل؟ لو سألت الكثير من الرسامين هذا السؤال لكانت معظم إجاباتهم سلبية.. لأنهم قد يعتبرونك تتدخل وتطالبهم بتبرير أكثر الأشياء التي اختاروها في حياتهم حرية بلا قيود.. وهي التعبير الحر.. بينما لو سألت المصمم (الواعي) هذا السؤال لوجدت لديه إجابات منطقية تفيد سبب اختياره لكل شيء في تصميمه عن وعي بموضوعه قبل أن يبدأ (لعميل)، ووعي بموضوعه خلال تنفيذه (التكوين)، ووعي بموضوعه بعد أن ينتهي (السوق). توقع إذن إن كنت تعمل في مجال التصميم هذا السؤال المكرر.. ولا تجعله يستفزك كما يفعل مع من يزاول الفن الحر فالوضع مختلف.. والسؤال حق ولا ينتقص من فنك ولا قدرتك الفنية.. بل هو طلب طبيعي للتبرير المنطقي لما تفعله في فنك الموجه المعد من أجل أهداف خارج نطاق التعبير الشخصي.. فإن كنت تعلم فعلا السبب الكامن وراء اختياراتك التصميمية والتكوينية.. فلا ضير من الإجابة والتوضيح الواثق وتبادل وجهات النظر مع صاحب التصميم الحقيقي (العميل).. وإن كنت لا تعلم السبب.. فأمامك ثلاثة حلول: _ إما أن تصبح رساما وتنطلق في عالم التعبير الحر.. _ أو أن تجهز نفسك لنزاع يومي مع العملاء.. _ أو أن تحاول تعلم أصول التكوين والتسويق والخفايا الكامنة وراء التصميم من أجل أن تكون جاهزا للدفاع عن تصميمك بمنطق صحيح يجعل عميلك عبر الأيام أكثر ثقة واطمئنانا لفكرك وإنتاجك.. وهي عملية تحتاج صبرا ومرونة وجهدا مثابرا في التعلم وأصول مواكبة العميل دون إفراط أو تفريط. … بقلم: محمد الحموي SHARE IF YOU LIKE Facebook Twitter Linkedin Whatsapp Pinterest Envelope أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية وصفة الألوان السحرية السر الأعظم للعمل الفني هل أنت رسام؟ أم مصمم؟

هل أنت رسام؟ أم مصمم؟ Read Post »

blog

ما هو الاسم الأصلي لتمثال رودان؟ ولماذا قام بنحته؟

تمثال المفكر للنحات الفرنسي رودان. يجسّد تمثال “المفكر” رجلا قوي البنية، جالسا فوق صخرة، ينحني بجسده العريض إلى الأمام ويثنى ركبتيه، ويمسك فكه السفلي بيده اليمنى، متأملا بحزن أو باستغراق المأساة التي تحدث أسفل منه حيث ينظر. تمثال “المفكر” “The Thinker” هو واحد من أعمال النحات رودان، وقد تم اعتباره في بعض الأوساط الفنية من أفضل عشرة منحوتات كلاسيكية في الغرب. حيث تطورت أهميته كعمل فني بشكل تدريجي ليصبح رمزا تاريخيا وثقافيا عبر السنين. ((أوغست رودان Auguste Rodin ( 1840 – 1917). نحات فرنسي ، اعتبره بعض النقاد من الفنانين الأكثر شهرة في تاريخ النحت. عندما عُرض تمثال “المفكر” لأول مرة عام 1888 أطلق عليه رودان لقب “الشاعر” “The Poet”. ثم أعاد تسميته لاحقا بعد ذلك ليصبح “المفكر”. لقد أسرت شخصية التمثال بعضلاته المتشنجة وتكور جسده الحزين الجماهير لعقود من الزمن في لحظة تأمله المركزة. ما هي قصة “المفكر”: في البداية تم صنع التمثال عام (1880) (وكان حجمه الأصلي آنذاك حوالي 70 سم) ليزين زوجا من الأبواب البرونزية في متحف الفنون الزخرفية الذي سيقام في باريس. اختار رودان موضوعا لمنحوتته: بوابات الجحيم The Gates of Hell. معتمدا على مشهد من الجزء الأول من قصيدة الكوميديا الإلهية التي ألفها الشاعر الإيطالي دانتي في القرن الرابع عشر، وكان هذا الجزء بعنوان “الجحيم”. وقد صمم بناء عليه سلسلة من الأشكال الطينية الصغيرة التي جسدت بعض الشخصيات المعذبة في القصيدة. ومنها تمثال المفكر وكان هنا مازال يطلق عليه اسم “الشاعر”. ومع ذلك، لم يتم بناء المتحف خلال حياة رودان. بعد فشل المتحف المقترح، واصل رودان إعادة صياغة العديد من الشخصيات في منحوتته بوابات الجحيم The Gates، بطرق جديدة وعرض بعضها بشكل فردي عن العمل الكامل. ومنها منحوتة “الشاعر” وهنا قرر تغيير الاسم إلى “المفكر”.. وعرضه بمفرده في عام 1888 ثم قام بصنع نسخة أكبر منه بالبرونز في أوائل القرن العشرين. عرض رودان التمثال عام 1904 في صالون معرض سنوي للفن في فرنسا، حيث حظي عمله بقدر أكبر بكثير من الاهتمام عندما تم عزله عن المنحوتة الأصلية الأصغر حجما التي كلف بها آنذاك ولم تكتمل. اشترت الحكومة الفرنسية التمثال عام 1906 ثم تم نقله إلى حدائق متحف رودان في عام 1922. أذن رودان للعديد من الفنانين نسخ عمله بالرخام والبرونز خلال حياته مما ساعد على انتشارها على نطاق واسع، وبالتالي هناك العديد من نسخ “المفكر” معروضة في جميع أنحاء العالم. تم وضع نسخة ضخمة من تمثال “المفكر” فوق قبري رودان وزوجته روز، في منزلهما في إحدى ضواحي باريس. … بقلم: محمد الحموي SHARE IF YOU LIKE Facebook Twitter Linkedin Whatsapp Pinterest Envelope أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية وصفة الألوان السحرية السر الأعظم للعمل الفني هل أنت رسام؟ أم مصمم؟

ما هو الاسم الأصلي لتمثال رودان؟ ولماذا قام بنحته؟ Read Post »

blog

ركاكة الفن التطبيقي في العالم العربي

تخيل أنك تريد أن تشتري بعض الفواكه.. تذهب ببساطة إلى السوق ثم تبدأ بالاختيار، ولكنك تفاجأ بأنك أصلا لا تعرف أنواع الفواكه ولا أسماءها ولا صفاتها.. كيف ستختار إذن وبناء على ماذا!! هل ستتوقع مكنون هذه الفاكهة أو تلك باللون فقط.. فتقول مثلا هذه حمراء إذن ربما هي حلوة المذاق.. وهذه صفراء أشعر أنها ربما ستكون حامضة؟ أم ستبدأ عملية منظمة من التذوق والسؤال عن الأسماء والصفات وتفنيد كل نوع على حدة كي تتفهم خصائصه وتبني في ذهنك أرشيفا منتظما حول الأسماء والصفات والنكهات تستطيع من خلاله انتقاء ما يعجبك وما تريده بحرية أكبر؟ بالمثل.. عندما تريد زيارة معرض فني ما أو حتى مشاهدة لوحة أو عدد من اللوحات الفنية، فمن الضروري أن تحاول تثقيف نفسك فنيا قبل مطالعة تلك اللوحات، وأن تجمع بعض المعلومات العامة حول المدارس الفنية كي تستطيع تذوق فحوى تلك اللوحات بناء على وعي فكري صحيح، ثم الحكم عليها من خلال عين مدركة وتذوق فني متبصر ولو بالحد الأدنى من الثقافة الفنية اللازمة. لا أن تكون في تلك المعارض كحاطب ليل لا يعي ما يقع بين يديه من حطب! انطلاقا من تلك المقدمة “لابد لنا كمهتمين بأي حقل من حقول الفنون البصرية أن نمحو أميتنا الواضحة باتجهات الفن أو ما يسمى بالمدارس الفنية الرئيسية وفهم المفاصل الهامة المكونة لها.. ولكن.. ما الذي نعنيه بالتحديد من كلمة: مدارس فنية؟ _المدارس الفنية: هي اتجاهات أو حركات أو مذاهب متتابعة في الفن.. تختلف فيما بينها بالأسلوب والتكنيك المستخدم للتعبير.. وبالموضوعات التي يتم التعبير عنها.. وبالفلسفة الكامنة وراء العمل الفني ككل. تم تصنيف أو تحديد تلك الاتجاهات في أوروبا ابتداء من عصر النهضة (عصر دافنشي) ما بعد العصور الوسطى.. حيث كانت أول مدرسة مصنفة من تلك المدارس هي المدرسة الكلاسيكية.. التي كانت موجودة أصلا كفن موجه للتعبير عن الموضوعات الدينية أو الموضوعات التي تهم الطبقة البورجوازية آنذاك. في القرن الثامن عشر ومع التغييرات الفكرية الكبيرة الحاصلة آنذاك بدأت اتجاهات فنية جديدة بالظهور كنتيجة طبيعية وحتمية لكسر قوانين المدرسة الكلاسيكية.. وصارت تتوالد هذه المدارس بشكل متتابع حسب انطلاق الفنانين واتجاهاتهم ومواضيعهم التي يعبرون عنها.. فظهرت الرومانسية والواقعية والانطباعية والتعبيرية والتجريدية.. الخ وصولا لعصرنا الحالي. إن الإحاطة بتلك المدارس: فهمها والتعمق بفلسفتها ودراسة مبادئها هو أمر أساسي طبعا بالنسبة للرسامين ولا جدال في ذلك.. ولكنه أيضا أمر لا يقل أهمية عند المصورين، مصممي الجرافيك، المدراء الفنيين، المخرجين الفنيين، وأي شخص يعمل بفروع الفنون البصرية والإبداعية. هناك العديد من المشاكل والصعوبات التي تواجه العاملين في حقول الفنون البصرية التطبيقية في عالمنا العربي.. ولعل الجهل العام بالاتجاهات الفنية ومدارس الفن هو أحد أضخم تلك المشاكل برأيي إن لم يكن هو أضخمها فعلا مع ما يسببه من ضعف ثقافي وتسطيح بالرؤية الفنية وركاكة بالأفكار والمفاهيم.. وإنتاج أعمال تسير دوما عكس الأهمية والاتساع الثقافي والفني. وهو ما نراه جليا بمجمل الإنتاج الإبداعي عامة والتطبيقي خاصة (مع وجود الاستثناءات دوما). “إن استهانة الفنان التطبيقي بهذا الأمر هي استهانة ببناء الفن في مهن تعتمد بأصلها على الركائز الفنية. ومن يطلع على الحركة الفنية في عالمنا العربي اليوم يدرك بأن هناك جدار فاصل واضح المعالم يقف ما بين الثقافة الفنية.. والتطبيق العملي لها.. إلا إن اعتبرنا أن الفنون البصرية التطبيقية (كالتصميم والتصوير وغيرها) هي عبارة فقط عن حرفة استخدام أدوات البرامج وليس أكثر.. ولا علاقة لها بالرؤية الفنية!! ولكن إن سلمنا أخيرا بمدى أهمية هذا الأمر وضرورة دراسته.. فالسؤال الأهم بالنسبة لنا هو: _ إلى أي مدى يجب على الفنان التعمق بتلك المدارس ومبادئها؟ هل يجب أن تكون الدراسة أكاديمية عميقة واسعة طولا وعرضا؟ أم يكفي أن التعرف على العناوين الرئيسية فقط والسلام؟ للإجابة الدقيقة على هذا السؤال لابد لنا أن نفهم المعنى الفعلي للفن التطبيقي. مهن الفن التطبيقي هي مهن توظف الجانب الفني الجمالي من أجل أهداف تسويقية.. فهي تُخرج الفن من جانبه التعبيري الشخصي وتجعله فنا تطبيقيا في خدمة جوانب الحياة العامة. وبناء على هذا المعنى فالفنان التطبيقي هو: أولا فنان: أي لديه كل الإمكانيات الفنية من حس فني موجه ورؤية إبداعية وتعبير فني فعال واحتراف بتنفيذ ما يريد التعبير عنه بطريقة فنية. وثانيا تطبيقي: أي أنه سيقوم بتسخير واستخدام تلك القدرات الفنية التي لديه من أجل التعبير عن شخص آخر أو جهة أخرى تستفيد من إبداعه في الترويج لفكرة أو سلعة أو أو.. وانطلاقا من هذين الحدين نستطيع تقدير الإجابة على سؤالنا الذي طرحناه سابقا بما يلي:  يجب أن يحقق الاطلاع على المدارس الفنية أمرين لابد منهما: أ_ توسيع المدارك الفنية بما يدعم العملية الإبداعية: فكثرة البحث والاطلاع والمشاهدة الواعية للأنماط الفنية المختلفة والإمكانيات الناجمة عنها، وفهم الفرق بين الاتجاه والآخر والفلسفة القائمة وراء نشوء كل حركة فنية ومشاهدة لوحاتها بطريقة متأنية تساعد على التذوق الجمالي.. كل هذا وغيره عنها سيثري خيال الفنان وسيرفع من وعيه البصري.. وسيشحن فكره ومكامن إبداعه وصولا لإنتاج أفكار وتصميمات جديدة ومختلفة. ب_ رفع سوية الاختيار الواعي للاتجاه الفني الذي سيبني فيه الفنان التطبيقي عمله الفني المهني، وزيادة مدى تناغم ذلك الاختيار مع موضوعه المهني الذي يعبر عنه ومناسبته للجمهور المستهدف. لابد لنا في النهاية أن ندرك بما لا يقبل الشك أن الثقافة الفنية عموما والاطلاع على المدارس الفنية وطرق تطبيقها في العمل المهني وتأثيرها على الجمهور المستهدف خصوصا: هو واحد من الأمور أساسية التي يجب على الفنان الواعي أن يضعها في حسبانه خلال عمله، وأن يبدأ من خلالها بتأسيس بنيته الفكرية كمحترف في مجال الفن التطبيقي.. سعيا وراء إغناء رؤيته الفنية وإثراء إدراكه البصري وتوسيع دائرة ثقافته كي يصبح أكثر إبداعا وتميزا في ما يفعل.. وكي يبني بصمته الفنية المتفردة في عالم التعبير الإبداعي. … بقلم: محمد الحموي SHARE IF YOU LIKE Facebook Twitter Linkedin Whatsapp Pinterest Envelope أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية وصفة الألوان السحرية السر الأعظم للعمل الفني هل أنت رسام؟ أم مصمم؟

ركاكة الفن التطبيقي في العالم العربي Read Post »

Scroll to Top