تمثال رامي القرص DISCOBOLUS

عمل فني تاريخي للنحات اليوناني مايرون Myron.
عاش مايرون في القرن الخامس قبل الميلاد (حوالي 480-440 قبل الميلاد)
ولد مايرون في بلدة صغيرة تدعى إليوثيراي، وعاش معظم حياته في أثينا. وكان من معاصري النحات الشهير Phidias صاحب تماثيل معبد الباراثينون فوق هضبة الأكروبوليس.
يُعد مايرون واحدًا من أكثر النحاتين تنوعًا وابتكارًا. فقد كان من أوائل من حقق تمثيلًا حيويًا حركيا في الفن حين استطاع الجمع بين إتقان الحركة مع التكوين المثالي المتناغم.
عمل مع خامة البرونز بشكل حصري تقريبًا، واشتهر بدراساته العديدة لحركات الرياضيين أثناء ممارسة الرياضة.

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

وصف التمثال:

يعتبر تمثال Discobolus أو “رامي القرص” أحد أكثر الأعمال الفنية شهرة في العصور القديمة الكلاسيكية كونه أصبح نموذجا يحتذى به لنحت التماثيل في تلك الفترة.

تم نحت التمثال في الأصل من البرونز، وقد اكتسب التمثال شهرة كبيرة من خلال العديد من النسخ البرونزية والرخامية التي صنعها الرومان.

يجسد التمثال شابا رياضيا بقوام مثالي تم نحته في وضع رمي القرص، خلال لحظة حرجة دقيقة تحمل توترا حركيا عاليا عندما يحرك عادة الرياضي ذراعه للخلف ويوشك على الرمي ويتجه برأسه نحو القرص الذي سيرميه.

تم نحت عضلات الجسد بشكل ملفت في التفاف والتواء جميل ينبئ بانطلاق الحركة. وعلى الرغم من أنه قد تم تصويره في لحظة صعبة ومرهقة، إلا أن وجهه يبدو مرتاحا ولا يعكس هذا التوتر، بل هو خالٍ بشكل ما من التعبيرات. ولذلك فإن التمثال هو مثال يحتذى به للنمط الكلاسيكي المثالي.. الذي يمجد الكمال ويحاول تجنب أي شكل أو ملامح أو شعور يوحي بالنقص.

حول التمثال:

لاحظ مؤرخ الفن كينيث كلارك البريطاني (1903-1983) أن مايرون يجسد صفتين هامتين في تمثاله: الإيقاع (ما بين التناغم والتوازن) والتناظر (المجسد بالتناسق الجسدي).
يقول كلارك في كتابه The Nude: A Study in Ideal Form:
التقط مايرون لحظة انتقالية ومفصلية هامة جدا ومشحونة بالطاقة.. لدرجة أن طلاب ألعاب القوى لا يزالون يناقشون ما إذا كانت تلك اللحظة هي فعلا ممكنة كما التقطها مايرون، حيث قيل أن وضع التمثال قد يكون غير طبيعي بالنسبة للجسد البشري ويعتبر وفقًا للمعايير الحديثة طريقة غير فعالة إلى حد ما لرمي القرص، وقد يبدو أن رغبة مايرون في الكمال جعلته يقمع بشدة الإحساس بالإجهاد في العضلات الفردية.

قصة هتلر مع تمثال رامي القرص:

مع كل شهرة وأهمية تمثال رامي القرص، إلا أنه في القرن العشرين تم تعتيم إرث هذا التمثال بشكل كبير بسبب ارتباطه بهتلر.
لقد كان هتلر مفتونًا بهذا التمثال لدرجة أنه اشترى نسخة معروفة منه مقابل خمسة ملايين ليرة من جالياتسو سيانو وزير خارجية إيطاليا الفاشية عام 1938.
يبدو أن الكمال الذي يحاول التمثال الكلاسيكي تجسيده بالجسد البشري تماشى مع رؤية هتلر للعرق الآري ورفعته فوق بقية الأعراق.
وعلى الرغم من إعادة نسخة التمثال من قبل ألمانيا لإيطاليا عام 1948 (حيث تم وضعها في المتحف الوطني في روما بعد خمس سنوات) إلا أن وقتا طويلا سيمر قبل أن يختفي ارتباط هذا التمثال بهتلر والنازية.


DISCOBOLUS

نسخ من أعمال مايرون MYRON الأخرى بجانب تمثال رامي القرص.

..

بقلم محمد الحموي