graphic design

blog

وصفة الألوان السحرية

للشعوب والتجمعات الإنسانية طرق وأحوال مختلفة في فهم مكنون الألوان والتفاعل معها.. وذلك بحسب خبراتها الطبيعية والتاريخية والاجتماعية المكررة في استخدامها اليومي لتلك الألوان. فمثلا في مجتمع يتم استخدام اللون الأخضر في مدارسه كمصحح دائم للخطأ قد يكون واحد من انطباعات هذا اللون عند أفراد هذا المجتمع أنه إنذار بخطأ أو دليل على وجود مشكلة ما. (طبعا إن تمت الصياغة الشكلية للون الأخضر بطريقة معينة تقارب طريقة استخدامه كمصحح). وذلك على الرغم من أن الانطباع العام للون الأخضر هو لون سلام وراحة واسترخاء وتعافي وذلك تبعا لملاحظة أثر هذا اللون في الطبيعة على النفس البشرية من خلال وجوده وامتداده من حولنا عبر المساحات الخضراء والزرع والأشجار. أذكر أني قرأت قصة صغيرة توضيحية في كتاب يدعى (مائة معلومة على المصمم معرفتها حول الناس) تتحدث عن شخص يشرح لأعضاء مجلس الإدارة في شركته التقييم الربعي لأحوال الشركة في كافة الفروع.. وكان قد أعطى كل فرع من الفروع على الخريطة لونا مختلفا عن الآخر خلال عرض التقييم بالصور. (برزنتيشن). وبعد انتهائه من العرض الكلي.. _ سأله محاسب في القسم المالي: ما هي إذن مشكلة الفرع الغربي؟ _ أجاب المدير: لا توجد مشكلة أبدا.. الفرع الغربي حقق أرباحا ممتازة. _ فسأله الرجل مرة أخرى: ولكن لماذا وضعت اسم الفرع بالأحمر؟)) للألوان إذن انطباعات عامة بحسب وجودها الطبيعي في البيئة الطبيعية، وانطباعات اجتماعية بحسب استخدامها الاجتماعي في الخبرة الجمعية وطريقة توظيف اللون والشكل المحدد له.. فاللون الأحمر مثلا (في مثالنا السابق) هو دليل إنذار عند المحاسبين الماليين في بعض الناطق.. وقد تم استخدامه بشكل أو طريقة تعزز المفهوم المسبق له.. فوقع في نفس المحاسب كإنذار. هناك دراسات كثيرة حول معاني الألوان وانطباعاتها.. وقد تم تشكيل عدة أنماط من العجلات اللونية وما تعنيه.. سواء كمعلومات موجزة مقتصرة على معان مبسطة (حاسمة وغير دقيقة) مثل الأزرق يعني الثقة والأسود يعني القوة.. أو كمعلومات مفصلة تفرز الألوان بحسب الانعكاس الطبيعي لها وفقا لوجودها في الطبيعة (الأزرق لون السماء والأخضر لون الزرع وهكذا..) أو بحسب الانعاكس الاجتماعي لها وفقا لتغير انطباعاتها بحسب بلدان العالم (مثل أن الهند تعتبر الأحمر لون الحياة وبعض دول أفريقيا مثلا تعتبره لون الموت..) ما يهم المصمم تحديده في هذا الأمر عند البدء بتصميمه هو دافعه الشخصي أو السبب وراء اختياره لألوان التصميم.. وفي الوقت نفسه طريقة توظيف تلك الألوان بشكل معين لا يتعارض مع هدفه وأيضا لا يتفق مع معنى اجتماعي قد يشوش هدفه باستخدام اللون ويحوله عن مراده. ……. معنى هذا أن على المصمم أن يكون على دراية تامة بأربعة عوامل _برأينا_ هي الأساس بتحديد وتوظيف لونه المستخدَم: 1- انطباعات الألوان بشكل عام. (وهي النقطة الوحيدة من النقاط الأربع التي قد يراعيها المصمم في عالمنا العربي _إلا ما ندر_ ولكن غالبا ستكون مراعاته تلك وفقا للمعلومات الموجزة فقط التي وصفناها بعدم الدقة أزرق = ثقة / أسود = قوة .. الخ، دون التمحيص بالمعاني الطبيعية للون وطبيعة تواجده في الطبيعة). 2- الشريحة المستهدفة من التصميم وانطباعات الألوان لديها بشكل خاص. 3- طريقة توظيف اللون سواء لتعزيز الانطباع أو لعكس مفعوله (كسر القاعدة). 4- التناغم اللوني بين اللون الأساسي والألوان المساعدة بما يحقق الرؤية الفنية الجمالية. .. ولنأخذ مثالا عمليا كي نستطيع الإحاطة أكثر بالنقاط الأربع: لو أني اخترت مثلا أن أستخدم اللون الذهبي في تصميم ما.. فوفق النقطة الأولى: هدفي من استخدامه هو الدلالة على تفخيم المنتج وهو أمر يسير مع انطباعات اللون الذهبي الموجزة بشكل عام.. (الذهب معدن غالي الثمن). ووفق النقطة الثانية: أن أستخدم هذا اللون للتفخيم.. في الوقت الذي تكون فيه الشريحة المستهدفة هي الأطفال.. أمر فيه إشكالية كبيرة لأن الأطفال لا يدركون معنى التفخيم في اللون الذهبي كشريحة اجتماعية. ووفق النقطة الثالثة: إن أردت المحافظة على اللون الذهبي فيجب أن أخرج من هذه الإشكالية بأن أوظف اللون الذهبي كلون ساطع ملفت للطفل بحيث أخرج به من انطباعات الذهبي الموجزة وأدخل به في حيز اللون الصرف الملفت فقط وهو كسر للقاعدة ( هذا إن سلمنا أن اللون الذهبي هو لون التفخيم). ووفق النقطة الرابعة: يجب أن أختار منظومة لونية تتناسب وتتناغم مع اللون الذهبي.. ولا تتنافر معه أو تحقق معه ثقلا لونيا وازدحاما وصراعا بصريا. .. إن الخوض في النقاط الأربع السابقة ودراستها بفهم وتأنٍ يجعلنا ندرك أن استخدام الألوان في عالم التصميم لا يخضع لقوانين ثابتة نهائية ولا لوصفات سحرية.. بل هي معادلة فكرية ذوقية خاضعة لفكر المصمم وفنه وجرأته وفهمه لطبيعة تصميمه وطبيعة الجمهور الذي سيستقبله.. أي هي مزيج معقد يتم استيعابه بالتدريج والتدريب والاختبار والتجربة المتكررة والجمع ما بين الألوان في المنظومات اللونية الثنائية والثلاثية والرباعية، وصولا لفهم الانطباعات المختلفة ومقارنتها مع بعضها وهذا هو ما يبني عبر الوقت الخبرة الصحيحة باختيار الألوان.. ومن المستحيل بتر هذا الموضوع بصفات موجزة بسيطة تجعل من عالم التصميم عالما متشابها خاليا من التمايز والتميز الشخصي..  يحصر اللون بقيمة معنوية واحدة ويبرمج عقل المصمم بوصفات سحرية جاهزة للألوان. … بقلم: محمد الحموي SHARE IF YOU LIKE Facebook Twitter Linkedin Whatsapp Pinterest Envelope أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية وصفة الألوان السحرية السر الأعظم للعمل الفني هل أنت رسام؟ أم مصمم؟

, ,

وصفة الألوان السحرية Read Post »

blog

ماريان فيرفكن ماذا يحدث عندما يُشاهد الفنان الحياة.. من مسافة؟

ماريان فيرفيكن ماذا يحدث عندما يُشاهد الفنان الحياة.. من مسافة؟ إذا كنت تعرف ما هو شعور أن تجلس في حديقة ما وحيدًا تُشاهد الحياة تمر ببساطة؛ أناس يمرحون، وسيدات يُناقشن ما يتبدّى من تفاصيل الحياة ويذكرن كل من “هبّ ودبّ”، ورجال يتجمعون في دائرة هنا أو هناك يتناقشون، بجدية كالعادة، في السياسة أو المال أو حتى كرة القدم. إذا كنت تعرف كيف يكون شعور شخص لم يعد يملك من الحياة شيئًا، ولا يعرف إلا أن يتابع كل شئ يدور من حوله دون أن يختلط به أو يحقد عليه، فهذا بالضبط هو ما تشعر به عندما تنظر إلى لوحات “ماريان فون فيرفكن”. حساسية خاصة تجاه الحياة امرأة روسية هي فيرفكن، امتلكت حساسية خاصة تجاه الحياة، والتي لم تكن سهلة أبدا بالنسبة لها. فقد تعلمت الفن (الرسم) صغيرة، ثم أصُيبت يدها في حادثة صيد لتتوقف عن ممارسته لسنوات. ورغم أنها نشأت في عائلة ثرية وذات نفوذ، إلا أن الثورة البلشفية في روسيا (1917) جعلت منها في النهاية امرأة بلا دولة، وبلا مال. وظهر كل هذا في فنها جليًا، وكما ينبغي لمثل هذه المشاعر أن تكون. وجوه بلا ملامح تختفي في أعمال فيرفكن ملامح الأوجه، وكأنها تضع حاجزا -لم تخترقه إلا نادرًا- بينها وبين مواضيع لوحاتها، فترسم أناسًا كالأشباح، يعبرون الحياة من دون أن تنتبه لهم، وإن لم يمنعهم هذا من الاستمتاع بها أحيانا، فيتجمهرون بملابس رسمية حول موائد الهواء الطلق، يتحركون بجدية هنا وهناك، ويستمتعون بدفء الألوان بينما تسري الحرارة فيما بينهم، وكأن لديهم اتفاقا مُسبق بضرورة الحياة. الحزن والهجرة.. ذهاب دونما عودة يرحل أفراد فيرفكن دائما إلى وجهة ما؛ تعتلي وجوههم، أو ما نعرف أنها وجوههم دون أن تمتلك ملامحًا، تعتلي هذه الوجوه المجتمعة في الحزن والهجرة فكرة ما تجول بخاطرك أيضًا وأنت تُشاهدهم يحملون أشياءهم على ظهورهم ويمضون: ليس ثمة عودة! الجميع ضال دون هداية أو وجهة.. وليس ثمة رجوع! تمر الحياة بشخوص ماريان.. أو يمرون بها على الرغم من هذا، يجمع الناس القمح في الحقول، ويجرفون الثلج، ويذهبون إلى ورديات العمل الليلية، ويتحلقون حول المراكب ويحتفلون بالأعياد.. ويقعون في الحب، دون غضاضة أو مواربة، وكأن الصفة التي تُلبسها فيرفكن لأشخاصها هي أنهم لا يتوقفون عند شئ! تمر الحياة بهم أو يمرون بها، هذه هي طبيعة الأشياء، والجميع هنا يقبلها دون عناء التفكير مرتين. جميعنا أبطال اللحظة اختارت فيرفكن منذ البداية أن تكون شاهدة على الحياة دون التورط فيها. ويبدو أنها فوضت للوحاتها ولتفاصيلها المَهمة تاليًا، فتبدو الجبال الشاهقة والمنازل المرتفعة وأعمدة الإنارة العالية، جميعها شهودا على الحدث الذي تنقله صغيرًا كان أو كبيرًا، جميعها تقول في نفس واحد: لا أحد هنا يهتم أن يكون البطل. جميعنا أبطال اللحظة، وجميعنا أبطال فيرفكن. والكلّ راحل تظل هذه البطولات خافتة في ضمير اللوحات، فأفراد فيرفكن -أبطالها- هم عمال وفلاحون وموظفون وربات بيوت، جميعهم مسيح مصلوب لا يطلب الحياة ولا يسعى لها، لكنه أتى إليها مثقلًا، يحمل من الهمّ ما لا يُطاق، وعلى رغم  همّه، يجلس طويلًا في دفء  الشمس التي لا تُخفيها فيرفكن أبدًا، وإن خفيت، تنوب عنها الألوان الحامية والصحبة.  قد تكون حياة فيرفكن مرت بصعوبات بالغة، ووضعتها دائما في اختيارات محدودة وشاقة، إلا أنها، وعبر لوحاتها، استطاعت أن تنقل إلينا بريقًا خافتا من الضوء والأمل، يتماهى مع التفاتات الشجر والبيوت في أيام ربيعية، ويحتفي بالحياة دون مبالغة، ولا يطلب إلا أن يكون حاضرًا في اللحظة دون بطولة مصطنعة أو همّ مميت، وإن ظلت الرسالة النهائية حاضرة تتنقلها لوحات فيرفكن واحدة بعد الأخرى: كلنا راحل. الولادة: 1860 روسيا. الوفاة: 1938 سويسرا. أصبحت طالبة لإليا ريبن عام 1880 الرسام الأكثر أهمية في الواقعية الروسية. توقفت عن الرسم عام 1888 حيث أطلقت النار بالخطأ _خلال الصيد_ على يدها اليمنى التي ظلت مشلولة لفترة طويلة. من خلال الممارسة المستمرة تمكنت من استخدام أدوات الرسم والرسم بيدها اليمنى مرة أخرى. انتقلت إلى ميونيخ عام 1896 وساهمت بإنشاء صالون الفن هناك. انقطعت حوالي عشر سنوات عن الرسم ثم أكملت عام 1906. رسمت أول لوحة تعبيرية لها عام 1907. …………………… بقلم: هند عبد الحميد SHARE IF YOU LIKE Facebook Twitter Linkedin Whatsapp Pinterest Envelope أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية وصفة الألوان السحرية السر الأعظم للعمل الفني هل أنت رسام؟ أم مصمم؟

, , , , , , , , , , , , , , , , , ,

ماريان فيرفكن ماذا يحدث عندما يُشاهد الفنان الحياة.. من مسافة؟ Read Post »

blog

بول كلي.. حكاية فنان أمسك النور بريشته

بول كلي في البدء كان النور.. يُقال أنه: في البدء كانت الكلمة.. أو هكذا كان الأمر لكل الناس، إلا “بول كلي”. ففي بدئه كان النور ثم كان الظلام، ثم اجتمعا، فامتزجا.. وأنتج خليطهما مكتبة من الصور الحية؛ تعكس خيالات الرائي عن ذاته، ولا تنفك تُظهر له في كل مرة أمرًا يجهله، لتنبعث المشاعر والابتهالات، كأن كل الأشياء ترتد إلى أصولها، فلا شيء واضح أو خفي.. بل كلاهما في آن، وكلاهما عواطف المُشاهد وحقيقته.. لا يدرك كنهها إلا هو. كل خط حكاية  لنفهم كل هذا علينا أن نعود إلى البدايات تماما.. بول كلي هو فنان سويسري، البعض يقول أنه سويسري ألماني، لكن هذا لن يُشكل فارقًا، فهو فنان عالمي بامتياز. عاش في الفترة ما بين (1879 – 1940) لذا يمكن اعتباره قريبًا من عصرنا، وكل من مرّ بالحرب العالمية الثانية -ولو سريعًا- يبدو قريبًا من عصرنا، لكن سنتجاوز هذا أيضا، فالحرب في كل مكان، ولنقل أن “كلي” أتقن التعبير في لوحاته فصار كل خط حكاية، وكل لون وعلامة وشكل دروبًا متسعة تأخذ بيد المشاهد من بداية اللوحة لنهايتها دون فواصل أو محطات. دوائر وأسماك.. أم بهلوانات؟ استخدم “بول كلي” الألوان بكثافة ليُعبّر عما يريد.قد يقول قائل أنه لا يرى في لوحات كلي إلا دوائر وأسماك وورد. لتكن كذلك، بل لتكن بهلوانات لا تعرف سوى المزاح، ولا يهمها من الحياة إلا الهرب من الواقع، أو التخلي عنه، إذا نظرت جيدا في أسفل جانب الصورة الأيسر ستجد هذا البهلوان؛ حارسا لطرفها، ولذا، يرى البعض أيضا أن نموذج “كلي” في التعبير كان طفوليًا وساخرًا، ولكن أليس هذا هو الفن في بعض أفضل حالاته؟ محاولة مستميتة للهروب من الواقع بكل ما فيه.في محاولة لتبرير موقفنا هذا، سنقول أن “كلي” استخدم النور والظلام في ألوانه بإتقان، ففي ظلام لوحاته، حيث الألوان أكثر قتامة، سنجد أنفسنا محاصرين بـ “دوائر” لا نهاية لها، احتمالات شاسعة للهلاك الفردي، ودروب مظلمة وعنيدة، لكنها تنتهي فجأة كما بدأت. تتوقف عند حدود النور الذي يشعّ جلالًا من اللوحة ذاتها، فنجد نهاية النفق، وعلامة الوصول.أليست كل طرقنا كهذه اللوحة أو أختها؟ ربما ليس من المقدر أن تكون طرقا بالأساس، ربما أراد لها “كلي” أن تكون علامات واستعارات ودلائل تأخذنا من محطة لأخرى… هذه هي الحياة أيضا، وهذا هو فن “كلي”، أو للدقة: هذا هو ما سيفعله بك النظر إلى لوحاته، ففي مجموعها مزيج من الذات والعالم، الخاص والعام. وكما نعرف، فليس ثمة نهاية للاحتمالات التي تُشكلها هذه الثنائية في وجداننا، ولا للخوف الذي يهبّ منها على عالمنا؛ حيًا وكامنًا في التفاصيل. حضور يبعث على الطمأنينة.. ولكل الأشياء نهاية حسنًا، لنمح التعقيد قليلا عن الأمر، علينا أن نحاول التالي: لننظر إلى إحدى لوحات “بول كلي” ونرى ماذا تحاول أن تخبرنا؟ قد يرى إنسان في أسبانيا دروبا للمسيح على طريق التوبة الذي يسلكه العائدون من حيواتهم بذنوب ثقيلة، بينما يرى آخرون ملامح ظهورٍ متجدد للشمس، أو قرية نوبية صغيرة على ضفاف النيل العتيق. طرقا وإشارات وعلامات خفية تأخذ بأيدينا من ثقل أنفسنا والعالم إلى ساحات لا نهائية في لوحة محدودة الأطر. ولأجل هذا نقول:أن للنور أيضا حضور بهي في أعمال “بول كلي”، حضور يبعث على الطمأنينة، إذ تنتهي عنده حدود الطرق، أو ما تبدو طرقًا، وتتنّفس -كمشاهد- الصعداء في كل مرة لأن شيئا ما يتوقف هاهنا تماما، عند نهاية هذا الخط أو ذاك. لأنك ترى نهاية ما، وإن كانت غير واضحة المعالم أو الاتجاهات. تظهر دون عناء كأنما الشمس تسطع فجأة على العالم وتملأه يقينا بالبديهيات: لكل الأشياء نهاية، نعم.. عليك فقط أن تدقق في التفاصيل لتراها. فنان.. لا يخشى شيئا بالكلمات أو الخطوط والألوان، تقول أعمال “بول كلي” أنه لا يخشى شيئا. أو هكذا يتوهم المشاهد، ثمة جرأة لا يتجاوزها إلا من أدرك الحدود والموازين فعرف كيف يتحايل عليها، وقد فعل “كلي” ذلك بصدق وإيمان من يعرف أن رسالته ستصل، فقط لأنه يقولها دون مواربة، ودون تكبد عناء إقناع أحد. فهذه هي حدود العالم من وجهة نظره، وهي مفتوحة على احتمالات عظمى للتأويل، كلٌ حسب طاقته واتساع رؤيته للعالم ولـ “كلي” نفسه. ورود في زمن الحرب لكن لماذا نخوض في هذه التفاصيل؟ وكيف لنا أن نشرح عن فنان مثل “بول كلي” دون أحاديث مملة أو كتابات صعبة الفهم؟ يمكننا قول التالي إذن: نعم، نشأ بول كلي الفنان في أسرة فنية زرعت فيه منذ صغره حب التفاصيل والاهتمام بها وجعلها عنصرا له وجود مميز في أعماله الفنية، لكنه أيضا إنسان عاصر بدايات الحرب العالمية وتأثر بها شخصيا، إذ طُرد من ألمانيا وعُرضت أعماله ضمن معرض “الفن المنحط”، وعايش هو المعارك وموت الأصدقاء على الجبهات، ومن ثم حضور الحرب نفسها كعامل ذي ثقل في شخصيته وإنتاجه الفني. هل يُذكرنا هذا بشيء ما؟ هل يُذكرنا هذا بشيء ما؟ لنتذكر أيضا التالي: إذا كان من شيء نرغب في رؤيته الآن أكثر مما سواه، فهو اليقين، أن ثمة نور إلى جانب الظلام، وأن ثمة متسع دائما للحكايات ولرؤية تفاصيل جديدة ومختلفة في كل مرة نفتح أعيننا على لوحة أخرى لـ “بول كلي”، نفهم من خلالها ما يمكن أن يفعله التصميم والرؤية الفنية إذا ما امتلكتهما موهبة فذة، تُصر على تغيير العالم، ولو بألوان دافئة ودائرة تتعلق في وجدان اللوحة مثل الشمس.. ولو بطاحونة تدور في فنائنا الخاص فقط، وتمنحنا هواء جديدا.. تمنحنا صباحات منعشة، وليل نزق في رقته ودلاله على أفكارنا وفي مدى استيعابنا للجمال.. والذي هو أيضا يكمن عظيما في التفاصيل. فنان ألماني من مواليد سويسرا. تأثر أسلوبه بالحركات الفنية التعبيرية والتكعيبية والسريالية. قام هو وزميله الرسام الروسي فاسيلي كاندينسكي بالتدريس في مدرسة باوهاوس للفنون والتصميم والهندسة المعمارية في ألمانيا. عام 1898 بدأ بدراسة الفن في أكاديمية الفنون الجميلة في ميونيخ. بعد حصوله على شهادة الفنون الجميلة، سافر إلى إيطاليا. في عام 1914 قام برحلة مفصلية في حياته الفنية إلى تونس. قام بعدها أيضا بزيارة مصر. عام 1916 التحق بالتجنيد في الحرب العالمية الأولى. هاجرت عائلة كلي إلى سويسرا في أواخر عام 1933. في عام 1935 أصيب كلي بتصلب الجلد وفي عام 1940  توفي وودُفن في سويسرا. …………………… بقلم: هند عبد الحميد SHARE IF YOU LIKE Facebook Twitter Linkedin Whatsapp Pinterest Envelope أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية وصفة الألوان السحرية السر الأعظم للعمل الفني هل أنت رسام؟ أم مصمم؟

, , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , ,

بول كلي.. حكاية فنان أمسك النور بريشته Read Post »

blog

هل أنا فنان!؟

هل أنا فنان!؟ هل أنا فنان؟ياله من سؤال أزلي مستفز يعرفه كل من يعمل بصدق في حقل الإبداع الفني.قد يتكرر هذا السؤال يوميا. ربما قبل إنتاج العمل، وربما خلال إنتاج العمل، والأصعب من ذلك كله عندما يلح علينا هذا السؤال هاجسا في ذروة نجاح العمل.هل أنا فنان؟ هل أنا حقيقي؟ ما الدليل أني فنان؟هل سأقوم بإبداع عمل جديد؟ هل عملي بنفس سوية عمل غيري من المرموقين؟هل عملي فعلا يستحق التقدير؟الكثير من هذه الأسئلة والشكوك تنتاب الفنان وتتناوب كأشواك تعكر فكره ونفسه قبل وخلال وبعد العملية الإبداعية لتصبح في بعض الأحيانا نوعا من الهواجس المرهقة المستمرة.بعض الفنانين يعتاد تلك الشكوك.. ويكتشف الطرق المناسبة لتقبلها بل وحتى تكييفها كي تصبح حافزا جديدا لإبداع جديد.وبعضهم الآخر قد يستسلم لها تباعا فتصبح معطلا عن الإبداع، أو في أحسن الأحوال إرهاقا وحزنا وخوفا دفينا مستمرا. هل يصبح الشك صديقا للفنان!؟ الخبر السيء: من المهم أن ندرك أن تلك الشكوك لن تزول تقريبا من نفس الفنان.الخبر الجيد: من الممكن السيطرة على تلك الشكوك واستخدامها لصالح الفنان وإبداعه الفني.إن عدم الأمان مما يتوقع إنتاجه (من الأفكار الإبداعية) قد يصبح مفتاحا من مفاتيح الإنتاج الإبداعي في حال تم تحويل الشك تباعا وبالتدريب لدافع بدل أن يكون مانعا. ويحدث ذلك عندما تتم موازنة هذا الشك مع ركائز نفسية أساسية يتم بناؤها في النفس تدريجيا مثل: الشجاعة.. مصالحة النفس.. التعمق الفني.. التطور المهني.. وبذل أقصى ما يمكن بذله في العملية الإبداعية.ولذلك إن كنت فنانا فعلا: فالشك هو جزء من العملية الفنية.. والاستمرار هو الحل. حتى هم انتابهم القلق!؟  نعم. حتى الأسماء اللامعة المشهورة في عالم الفن عانوا من هواجس الشك والتخوف. ولنعرض بعض الأمثلة: _ مايكل أنجلو Michelangelo  شكك مايكل أنجلو الفنان الشهير في قدراته قبل أن يرسم لوحته الجدارية المعروفة في كنيسة سيستين.في أوائل القرن السادس عشر طلب البابا يوليوس الثاني أنجلو أن يرسم سقف كنيسة سيستين في الفاتيكان. لكن أنجلو رفض ذلك متخوفا من قدراته في الرسم وإنجاز العمل: قائلاً إنه نحات وليس رساماً.في نهاية المطاف وافق أنجلو وقضى أربع سنوات في رسم الجدارية.. وأنتج رائعة من روائع الرسم في العالم. _ ليوناردو دافنشي Leonardo da Vinci ليوناردو دافنشي واجه نفس المشكلة.. هواجس الشك. قد ذكرت مجلة نيويوركر في مقال أن دافنشي مثلنا جميعا عانى من مشاكل الشك والتقدير الذاتي. وقد كان معروفًا بالتخلي عن بعض اللوحات التي عمل عليها وعدم إكمالها “ربما لشكه بنتائجها المتوقعة أو لهواجس الكمال في العمل التي تنتابه”. ويذكر بأنه كان قاسيًا جدًا على نفسه. يقول في إحدى صفحات مذكراته: “أخبرني إذا كنتُ قد أنجزتُ شيئًا ما”. La Battaglia di Anghiari di Leonardo فنسنت فان غوخ _ Vincent van Gogh لا تخفى على أحد قصة الفنان فان غوخ الذي سبق عصره وتفاصيل معاناته المرهقة من الحساسية المفرطةوالشك الذاتي بأقصى درجاته..وقد استمر برحلته الفنية وبإنتاج اللوحات بالرغم من ألمه النفسي حتى وفاته..قال فان غوخ: “إذا سمعت صوتًا بداخلك يقول أنك لا تستطيع الرسم.. فلا شك أن ذلك سيتحقق. بكل الأحوال قم بالرسم.. وسيتم إسكات هذا الصوت.” _ المؤلف جون ستينبيك John Steinbeck    شعر ستينبيك الكاتب الأمريكي الحائز على جائزة نوبل للآداب وكأنه محتال بسبب التقدير والاحتفاء الذي تلقاه على عمله.. وقد صرح بذلك في مقال في مجلة عام 1938 حيث قال: “أنا لست كاتبًا. لقد كنت أخدع نفسي وأخدع الآخرين”. _ بول كلي Paul Klee استمر الرسام التجريدي المعروف بول كلي بالبحث عن نفسه كفنان، وبقي طويلا في شكه للدرجة التي اعترف بها لنفسه في مذكراته بأنه لا يجيد الرسم إطلاقا. “خلال العام الثالث أدركت أنني ربما لن أتعلم الرسم أبدًا.” _ سيزان Paul Cézanne   رغم اعتباره من أكثر الفنانين شهرة وانتشارا حول العالم إلا أن بول سيزان كان في عصره منبوذًا لا يستطيع بيع صورة واحدة. لم يفهم العالم فن سيزان في وقته _ مثل فان غوخ_. لم يكن سيزان يعتقد بأنه سيحقق أي شيء كرسام، لكن الفن كان وسيلته للتعبير عن نفسه.. ولذلك استمر. 10 خطوات لتحويل مسار القلق الفني 1 _ تذكر أنك قد اخترت الحقل الإبداعي لأنك شغوف بهذا المجال، ولأنك تشعر بالسعادة والرضا عندما تعبر عن نفسك فنيا وإبداعيا.2_ تذكر أن الشك (قلقك الفني) هو حالة طبيعية وعامة في حياة أي فنان. لست وحدك في هذا الأمر. “الشك في الذات هو شيء كان معي منذ البداية ولم يتركني أبدًا. هذا الخوف ليس شيئًا تعلمت إسكاته، ولكن بدلاً من ذلك سمحت لرغبتي بأن تكون أعلى. إن شكوكي بنفسي تزعجني دائمًا، وتجعلني أتساءل عما إذا كان فني سيكون جيدًا بما فيه الكفاية. ما إذا كنت سأبيع قطعة أخرى.” النحات Dan Nguyen 3 _ واجه مخاوفك من خلال تفنيد الأمر بهدوء عن طريق الكتابة والحوار الذاتي.ناقش خوفك داخل نفسك بشكل وافٍ.. حاول أن تحاورها كما تحاور صديقا يشعر بالضيق:هل خوفك تشكل نتيجة انتهائك من مشروع قد تم بالفعل أم نتيجة الترقب من مشروع جديد؟هل أنت متخوف من ستايل جديد لم تعمل عليه من قبل؟ أم أن الموضوع جديد تماما وخارج ال Comfort zone؟هل تخشى حجم العمل وضيق الوقت؟هل تتخوف من عدم استقبال فكرتك الفنية بشكل صحيح من قبل الجمهور؟هل تخشى مقارنتك بفنانين آخرين؟هل تخشى من نفسك وعدم التزامك بالمشروع نفسه؟ هل تخشى العائد المادي والجانب العملي؟.. الخ “بالنسبة للفنانين، غالبًا ما يأتي الشك الذاتي بأن تخبر نفسك أنك لست جيدًا بما فيه الكفاية، أو أنك لن تكون أبدًا جيدًا مثل الفنانين الذين تتطلع إليهم.. لكننا لسنا بحاجة لأن نكون جيدين مثلهم. علينا فقط أن نكون أفضل مما كنا عليه بالأمس.”الرسامة  Magda Górska 4_ حاول أن تضع الحلول المناسبة بعد تحديد نوع الخوف.. وحاول أن تكون واقعيا ولا تلزم نفسك بأهداف ضخمة. “لكنني استخدمت كل هذه الشكوك وحولتها إلى وقود للارتقاء بمهنتي. تذكري لكل احتمالات الفشل يجعلني أرغب في عدم الفشل أكثر. ولذلك أضع كل ذرة من طاقتي في عملي.”Dan Nguyen 5_ صالح نفسك مهما كانت النتائج.. وابتعد عن جلد النفس واتهامها. “لقد وجدت طرقًا لإسكات الشك الذاتي من خلال العيش في اللحظة الحاضرة وفهم أن ما يهم هو الرحلة وليس النتيجة النهائية.. في النهاية، كل الفنانين لديهم شك في أنفسهم. وهذا لا يتغير مهما ارتقيت في سلم الفن.”النحاتة Barbara Ségal 6_ طور نفسك بشكل مستمر عن طريق تعميق الثقافة الفنية والعمل على إتقان أداة الفن التي تستخدمها (رسم تكنيك ديجيتال.. الخ). “كفنان، أشعر بالشك في نفسي في كل مرة أمسك فيها فرشاة الرسم، الجانب الأكثر رعبًا في الأمر هو أن هذ الشكل من صنع النفس تماما؛ أنا هو العائق الوحيد الذي يقف في طريق ما أقوم بابتكاره وإبداعه.ونصيحتي هي: جرب

, , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , ,

هل أنا فنان!؟ Read Post »

Scroll to Top