blog

MY BLOG
About Art Direction and Art Movements

blog

لوحة واحدة في مواجهة الحرب

لوحة واحدة في مواجهة الحرب GUERNICA لوحة واحدة في مواجهة الحرب. غيرنيكا هي لوحة بيكاسو التي تجسد معاناة العنف والحرب والفوضى. حيث الرمزية والسريالية والكولاج التكعيبي أقوى أثرا من الرومانسية والواقعية. تعد غيرنيكا من أشهر لوحات الفنان الإسباني بابلو بيكاسو.. رسمها عام 1937 بناء على طلب الحكومة الإسبانية إثر تعرض بلدة غيرنيكا الإسبانية لقصف جوي عنيف من قوات الاتحاد النازي والفاشي لألمانيا وإيطاليا. وهي لوحة دمج فيها الفنان الأسلوب السريالي والتكعيبي والعناصر المتداخلة بطريقة الكولاج مع الإيحاءات الرمزية الواضحة ولم يستخدم فيها الواقعية الصريحة. ويعتبرها العديد من نقاد الفن اللوحة الأكثر تأثيراً وقوة ضد الحرب في التاريخ. قصة اللوحة: رسم بيكاسو ذلك العمل الملفت في منزله في باريس إثر قصف غرنيكا وهي بلدة في إقليم الباسك شمال إسبانيا، والتي قصفتها ألمانيا وإيطاليا بناءً على طلب القوميين الإسبان خلال الحرب الأهلية الإسبانية. تم عرض غيرنيكا في العرض الإسباني المتجول في معرض باريس الدولي عام 1937 ثم في أماكن أخرى حول العالم. حيث ساهم هذا المعرض بجمع أموال الإغاثة لآثار القصف والحرب الإسبانية. وسرعان ما حظيت اللوحة بشهرة واسعة وساعدت في جذب الانتباه العالمي للحرب الأهلية الإسبانية. وصف اللوحة: زيت على قماش بلا ألوان: 7.76 م X 3.49 م لوحة زيتية ضخمة ومهيمنة.. بأبعاد تقترب من 8 أمتار عرضا و3 أمتار ونصف طولا. لا تحتوي ألوانا.. فقط الأبيض والأسود والرمادي. فيها عدد من العناصر والشخصيات المتداخلة التي بنت تكوينها الصاخب والتي لها دلالات رمزية مؤثرة: كالحصان والثور والطفل الميت والمرأة التي تصرخ والجندي ذي الأوصال المقطعة والنيران المشتعلة. اللوحة معروضة في متحف رينا صوفيا في مدريد. دلالات ورموز: _المصباح: لم يرسم بيكاسو أي قنابل في العمل. بدلاً عن ذلك نجد مصباحا تحيط به هالة متوهجة من المسامير المضيئة. ربما يرمز إلى النيران التي مزقت سماء المدينة أثناء القصف. _الحصان: تحت المصباح يظهر حصان تم نزع أحشائه بسهم وهو يصرخ من الألم. وهو ما يمكن أن يرمز إلى معاناة الشعب الإسباني وقتئذ. _الثور: قد يرمز الثور ذو العين البشرية هنا لقوى الشر التي تقصف المدينة.. ربما يأتي هذا الرمز من ارتباط الشعب الإسباني بصراع الثيران.. وقوة الثور الضاربة. _نجد أيضا امرأة تحمل طفلا وتصرخ.. وجنديا مقطع الأوصال ممدد في أسفل اللوحة بالعرض يحمل سيفا مكسورا.. وامرأة أخرى تجري لتلاحق برأسها وعينيها شعاعا خفيفا ومحددا من النور يمتد للأعلى وكأنه بارقة أمل. والعديد من العناصر الأخرى المتشابكة في تلك اللوحة الصاخبة الجديرة بالتأمل.. أترك لكم اللوحة لتتأملوها وتحاولوا تفتيت بقية رموزها وعناصرها. PABLO PICASSO بابلو بيكاسو: رسام إسباني. (25 أكتوبر 1881 – 8 أبريل 1973) من رواد الحركة التكعيبية. .. بقلم محمد الحموي بقلم محمد الحموي SHARE IF YOU LIKE Facebook Twitter Linkedin Whatsapp Pinterest Envelope أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية وصفة الألوان السحرية السر الأعظم للعمل الفني هل أنت رسام؟ أم مصمم؟

, , , , , , , , , , , , , , , , ,

لوحة واحدة في مواجهة الحرب Read Post »

blog

تمثال الرياضي الأشهر في العالم Discobolus

تمثال رامي القرص DISCOBOLUS عمل فني تاريخي للنحات اليوناني مايرون Myron. عاش مايرون في القرن الخامس قبل الميلاد (حوالي 480-440 قبل الميلاد) ولد مايرون في بلدة صغيرة تدعى إليوثيراي، وعاش معظم حياته في أثينا. وكان من معاصري النحات الشهير Phidias صاحب تماثيل معبد الباراثينون فوق هضبة الأكروبوليس. يُعد مايرون واحدًا من أكثر النحاتين تنوعًا وابتكارًا. فقد كان من أوائل من حقق تمثيلًا حيويًا حركيا في الفن حين استطاع الجمع بين إتقان الحركة مع التكوين المثالي المتناغم. عمل مع خامة البرونز بشكل حصري تقريبًا، واشتهر بدراساته العديدة لحركات الرياضيين أثناء ممارسة الرياضة. OLYMPUS DIGITAL CAMERA وصف التمثال: يعتبر تمثال Discobolus أو “رامي القرص” أحد أكثر الأعمال الفنية شهرة في العصور القديمة الكلاسيكية كونه أصبح نموذجا يحتذى به لنحت التماثيل في تلك الفترة. تم نحت التمثال في الأصل من البرونز، وقد اكتسب التمثال شهرة كبيرة من خلال العديد من النسخ البرونزية والرخامية التي صنعها الرومان. يجسد التمثال شابا رياضيا بقوام مثالي تم نحته في وضع رمي القرص، خلال لحظة حرجة دقيقة تحمل توترا حركيا عاليا عندما يحرك عادة الرياضي ذراعه للخلف ويوشك على الرمي ويتجه برأسه نحو القرص الذي سيرميه. تم نحت عضلات الجسد بشكل ملفت في التفاف والتواء جميل ينبئ بانطلاق الحركة. وعلى الرغم من أنه قد تم تصويره في لحظة صعبة ومرهقة، إلا أن وجهه يبدو مرتاحا ولا يعكس هذا التوتر، بل هو خالٍ بشكل ما من التعبيرات. ولذلك فإن التمثال هو مثال يحتذى به للنمط الكلاسيكي المثالي.. الذي يمجد الكمال ويحاول تجنب أي شكل أو ملامح أو شعور يوحي بالنقص. حول التمثال: لاحظ مؤرخ الفن كينيث كلارك البريطاني (1903-1983) أن مايرون يجسد صفتين هامتين في تمثاله: الإيقاع (ما بين التناغم والتوازن) والتناظر (المجسد بالتناسق الجسدي). يقول كلارك في كتابه The Nude: A Study in Ideal Form: التقط مايرون لحظة انتقالية ومفصلية هامة جدا ومشحونة بالطاقة.. لدرجة أن طلاب ألعاب القوى لا يزالون يناقشون ما إذا كانت تلك اللحظة هي فعلا ممكنة كما التقطها مايرون، حيث قيل أن وضع التمثال قد يكون غير طبيعي بالنسبة للجسد البشري ويعتبر وفقًا للمعايير الحديثة طريقة غير فعالة إلى حد ما لرمي القرص، وقد يبدو أن رغبة مايرون في الكمال جعلته يقمع بشدة الإحساس بالإجهاد في العضلات الفردية. قصة هتلر مع تمثال رامي القرص: مع كل شهرة وأهمية تمثال رامي القرص، إلا أنه في القرن العشرين تم تعتيم إرث هذا التمثال بشكل كبير بسبب ارتباطه بهتلر. لقد كان هتلر مفتونًا بهذا التمثال لدرجة أنه اشترى نسخة معروفة منه مقابل خمسة ملايين ليرة من جالياتسو سيانو وزير خارجية إيطاليا الفاشية عام 1938. يبدو أن الكمال الذي يحاول التمثال الكلاسيكي تجسيده بالجسد البشري تماشى مع رؤية هتلر للعرق الآري ورفعته فوق بقية الأعراق. وعلى الرغم من إعادة نسخة التمثال من قبل ألمانيا لإيطاليا عام 1948 (حيث تم وضعها في المتحف الوطني في روما بعد خمس سنوات) إلا أن وقتا طويلا سيمر قبل أن يختفي ارتباط هذا التمثال بهتلر والنازية. DISCOBOLUS نسخ من أعمال مايرون MYRON الأخرى بجانب تمثال رامي القرص. بقلم محمد الحموي SHARE IF YOU LIKE Facebook Twitter Linkedin Whatsapp Pinterest Envelope أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية وصفة الألوان السحرية السر الأعظم للعمل الفني هل أنت رسام؟ أم مصمم؟

, , , , , , , , , , , , , , , , , , , , ,

تمثال الرياضي الأشهر في العالم Discobolus Read Post »

blog

Anna Devís & Daniel Rueda

مزيج بصري سريالي مع لمسة دادائية Anna Devís & Daniel Rueda ما بين التصوير والمعاصرة والتنسيق الهندسي. عالم التصوير والتشكيل عالم مذهل بتنوعه.. مازلت أبحث عما يدهشني في عالم التعبير الفني عامة وعالم التعبير البصري خاصة.. ومازلت أفرح كلما وجدت إنتاجا يتسم بالحداثة والأصالة ويجعلني أبتسم وأشعر بالإثراء الفني والتحدي الإبداعي المحفز. Anna Devís و Daniel Rueda مصوران من إسبانيا.. تخرج الاثنان من كلية الهندسة المعمارية ثم اتجها للتصوير.. ويبدو جليا من خلال متابعة إنتاجهما الفني أن العلم الهندسي من الممكن أن يضيف جانبا بصريا جديدا وملهما للرؤية البصرية للفنان. حداثة وتنوع تتميز أعمال آنا ودانييل بمزيج مبدع من الحداثة والتنوع ما بين التنسيق الملفت والرؤية اللونية الفذة.. مع مزج بصري متنوع ومطور من الميناميلزم والسريالية وأحيانا لمسة ساخرة من الدادائية. أرفق لكم مجموعة منتقاة من صورهما من عدة ألبومات.. ملاحظة: أول 8 صور من ألبوم واحد اسمه What the Hat series الموقع الخاص بالفنانين وفيه الجاليري الخاص بهما بكامل المجموعات الفنية في آخر المقال. ANNA & DANIEL آنا ديفيس (1990) مصورة فوتوغرافي. دانيل رويدا (1990) مصور فوتوغرافي. للمزيد حول الفنان: https://annandaniel.com .. بقلم محمد الحموي SHARE IF YOU LIKE Facebook Twitter Linkedin Whatsapp Pinterest Envelope أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية وصفة الألوان السحرية السر الأعظم للعمل الفني هل أنت رسام؟ أم مصمم؟

, , , , , , , , , , , , , , , , ,

Anna Devís & Daniel Rueda Read Post »

blog

سيد سعد الدين

سيد سعد الدين.. الطقس اليومي المقدس والمكان الذي يشبه الحلم حيث يصبح البائع حالما.. والمزارع نجما محلقا في السديم. ستايل متفرد تعرفه بمجرد رؤيته.. فرضه الفنان سيد سعد الدين في لوحاته التي تمتد من الواقع الشعبي والبيئة المحيطة لتخلد لحظات بسيطة برؤية معاصرة وإحساس صوفي هادئ.. مزج فريد ما بين السريالية والتكعيبية والتعبيرية.. للوصول لشكل خاص لا يمكن تعريفه إلا باسم الفنان نفسه. في لوحاته.. تشعر بهدوء الطرح رغم كثافة العناصر.. وحداثة المنظور رغم أصالة الموضوع.. أجواء سديمية غامضة.. تحمل في بعض الأحيان حزنا لطيفا كأنها آتية من حلم قديم يسبح في الذاكرة ويداعب الواجدان. تواصل زمني وامتداد تاريخي حضاري يتقن في أعماله الفنية بناء التواصل الزمني ما بين البيئة المصرية القديمة والحديثة.. الريفية والمدنية.. بألوان حالمة وتكوينات مرهفة لكنها مفعمة بالحركة ومسيجة بتركيبات من الظل النور تجعلها أقرب للمعمار والنحت منها للتصوير. سيد سعد الدين تاريخ الميلاد: 1944 فنان مصري/ من قنا. حاصل على دبلوم المعهد العالي الإيطالي ليوناردو دافنشي 1967 . له الكثير من المعارض الخاصة والمشتركة. سجل فى موسوعة كامبريدج العالمية كفنان مصرى متميز 1990 . حصل على العديد من الجوائز المحلية والعالمية مثل: الجائزة الأولى من المجلس الأعلى للفنون والآداب 1974. والجائزة الأولى والميدالية الذهبية بمعرض ميلانو الدولى 1967. Like This Post? Share It With Others! Facebook Twitter Linkedin Whatsapp Pinterest Envelope أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية وصفة الألوان السحرية السر الأعظم للعمل الفني هل أنت رسام؟ أم مصمم؟

, , , , , , , , , , , , , , , , ,

سيد سعد الدين Read Post »

blog

المثلث الأحمر

المثلث الأحمر ∇ حيث يصبح التجريد ملاذا.. وتعبيرا.. وبصمة فوق عار التاريخ. الفن هو إنتاج للواقع الاجتماعي الذي ينتجه. يرتبط الفن ارتباطا وثيقا بمجتمعه ومحيطه وقضايا الفنان الشخصية التي يعايشها ضمن ظروف الفترة التي أنتج فيها فنه. وإذ يسير الفن أحيانا بعيدا عن واقعه فيشرد حتى ينسلخ من قضاياه، قد يصبح عبثا أو عبئا أو مجرد مادة رغوية ملونة تشبه الزبد المتراكم فوق البحر بلا فائدة مرجوة.. فيخرج الفن حتى من نطاقه الفني ويصبح مجرد تجميل بلاستيكي لا أكثر. ولا أقول أن الفنان ملزم دوما بالتعبير عن الواقع أو الجماعة أو مشاكل الجمهور.. إنما أؤمن بأن الفنان الحقيقي ربما لن يستطيع تجاوز القضايا الكارثية الضخمة التي تتجسد فيها آلام الإنسانية وأوجاعها بطريقة مفجعة.. دون أن يكون له في تلك القضايا بصمة فنية تجسد صوته وتصريحه أو على الأقل تأثره فيما يجري. منذ بداية الأحداث المحزنة التي حدثت في غزة (ولازالت) بدأت تتوالى الأعمال الفنية المعبرة عن حقيقة الواقع.. وظهر جليا اندفاع الكثير من الفنانين للتعبير عن أنفسهم وآرائهم المواكبة لما نراه يوميا من أحزان ومآسٍ ترافق انهيار المعايير الأممية والإحباط الإنساني العام. أعمال متعددة رافقت ولازالت ترافق هذه المرحلة المؤلمة.. أعمال عفوية تحاول إما رصد القصة وروايتها للعالم.. أو كشف المستور مما يتم توريته بشكل دائم.. أو الصراخ الفني الحزين تعبيرا عم يجول ويعتمل في نفوس العامة من حزن أو تعاطف أو دعوات للمقاطعة أو إحباط أو حتى أمل. أعمال بصرية بوسائل فنية مختلفة: من الرسم الحرو إليستريشن إلى الرسم الالكتروني إلى خط العربي وصولا إلى النحت. المثلث الأحمر / قطعة البطيخ ولم يكن مفاجئا ما واجه تلك الأعمال من تحجيم هائل مارسته مواقع التواصل لتفرض قيودا بصرية ولغوية على نشر المشتركين عامة والفنانين المؤثرين خاصة للمواد التي تدعم غزة وفلسطين.. حيث تم وأد الكثير من المنشورات الفنية يوميا في محارق الخوارزميات المعدة لتبتلع كل حقيقة لا يراد لها الانتشار. ولكن.. لابد للبصيرة الإنسانية من اختراع فجوات أو نقاط عماء تمهد للتغلب على هذا التعالي.. وتسعى لإيصال الرسالة بفيضان جارف يغطي وسائل التواصل وخوارزمياتها الركيكة.. وإذ ذلك كان أن ظهر المثلث الأحمر كمثال تجريدي حي يكشف رأي الأعداد الهائلة من البشر في جميع أنحاء العالم لمناصرة القضية. فتم تجريد العلم الفلسطيني الذي يتعرض للتحجيم والمحاصرة على وسائل التواصل ليصبح مجرد مثلث أحمر رأسه للأسفل يختزن بشكل مكثف عالي الوتيرة كل معاني البقاء والمواجهة.. ومن نفس العلم تم اختزال المنظومة اللونية بقطعة البطيخ الأحمر التي تحمل ألوان العلم الفلسطيني.. دون أن تستطيع الخوارزميات صد هذ التجريد باتساع نطاقه وانتشاره فوق رقع الجغرافية الأرضية. Elma Beatriz Rosado من الأعمال الملفتة أيضا في هذا المجال موقع تم إنشاؤه بإشراف إيلما بياتريس روسادو: مؤرخة، ناشطة حقوقية وصحافية مستقلة من بورتريكو.. قامت وزملاؤها بالتعاون مع مجموعة من الصحافيين والمصورين والرسامين حول العالم.. بصدد صنع محتوى لدعم أهل غزة يتم بثه من خلال موقع مستقل وتواجد على منصات مواقع التواصل: https://inaruhx.com شرفاء..من أقصى بقاع الأرض لم يستطيعوا احتمال ما يحدث.. فحاولوا وما زالوا يحاولون. وقد تشرفت _مع كامل الحزن_ بمشاركة “إيلما” وزملائها بلوحتين في الفيديو المرفق. الفيديو محزن للغاية.. لكنه يكشف للعالم ما حدث ويحدث حتى هذه اللحظة بحق أهلنا وأحبابنا: VIDEO .. بقلم محمد الحموي SHARE IF YOU LIKE Facebook Twitter Linkedin Whatsapp Pinterest Envelope أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية وصفة الألوان السحرية السر الأعظم للعمل الفني هل أنت رسام؟ أم مصمم؟

, , , , , , , , , , , , , , , , , , , , ,

المثلث الأحمر Read Post »

blog

ماريان فيرفكن ماذا يحدث عندما يُشاهد الفنان الحياة.. من مسافة؟

ماريان فيرفيكن ماذا يحدث عندما يُشاهد الفنان الحياة.. من مسافة؟ إذا كنت تعرف ما هو شعور أن تجلس في حديقة ما وحيدًا تُشاهد الحياة تمر ببساطة؛ أناس يمرحون، وسيدات يُناقشن ما يتبدّى من تفاصيل الحياة ويذكرن كل من “هبّ ودبّ”، ورجال يتجمعون في دائرة هنا أو هناك يتناقشون، بجدية كالعادة، في السياسة أو المال أو حتى كرة القدم. إذا كنت تعرف كيف يكون شعور شخص لم يعد يملك من الحياة شيئًا، ولا يعرف إلا أن يتابع كل شئ يدور من حوله دون أن يختلط به أو يحقد عليه، فهذا بالضبط هو ما تشعر به عندما تنظر إلى لوحات “ماريان فون فيرفكن”. حساسية خاصة تجاه الحياة امرأة روسية هي فيرفكن، امتلكت حساسية خاصة تجاه الحياة، والتي لم تكن سهلة أبدا بالنسبة لها. فقد تعلمت الفن (الرسم) صغيرة، ثم أصُيبت يدها في حادثة صيد لتتوقف عن ممارسته لسنوات. ورغم أنها نشأت في عائلة ثرية وذات نفوذ، إلا أن الثورة البلشفية في روسيا (1917) جعلت منها في النهاية امرأة بلا دولة، وبلا مال. وظهر كل هذا في فنها جليًا، وكما ينبغي لمثل هذه المشاعر أن تكون. وجوه بلا ملامح تختفي في أعمال فيرفكن ملامح الأوجه، وكأنها تضع حاجزا -لم تخترقه إلا نادرًا- بينها وبين مواضيع لوحاتها، فترسم أناسًا كالأشباح، يعبرون الحياة من دون أن تنتبه لهم، وإن لم يمنعهم هذا من الاستمتاع بها أحيانا، فيتجمهرون بملابس رسمية حول موائد الهواء الطلق، يتحركون بجدية هنا وهناك، ويستمتعون بدفء الألوان بينما تسري الحرارة فيما بينهم، وكأن لديهم اتفاقا مُسبق بضرورة الحياة. الحزن والهجرة.. ذهاب دونما عودة يرحل أفراد فيرفكن دائما إلى وجهة ما؛ تعتلي وجوههم، أو ما نعرف أنها وجوههم دون أن تمتلك ملامحًا، تعتلي هذه الوجوه المجتمعة في الحزن والهجرة فكرة ما تجول بخاطرك أيضًا وأنت تُشاهدهم يحملون أشياءهم على ظهورهم ويمضون: ليس ثمة عودة! الجميع ضال دون هداية أو وجهة.. وليس ثمة رجوع! تمر الحياة بشخوص ماريان.. أو يمرون بها على الرغم من هذا، يجمع الناس القمح في الحقول، ويجرفون الثلج، ويذهبون إلى ورديات العمل الليلية، ويتحلقون حول المراكب ويحتفلون بالأعياد.. ويقعون في الحب، دون غضاضة أو مواربة، وكأن الصفة التي تُلبسها فيرفكن لأشخاصها هي أنهم لا يتوقفون عند شئ! تمر الحياة بهم أو يمرون بها، هذه هي طبيعة الأشياء، والجميع هنا يقبلها دون عناء التفكير مرتين. جميعنا أبطال اللحظة اختارت فيرفكن منذ البداية أن تكون شاهدة على الحياة دون التورط فيها. ويبدو أنها فوضت للوحاتها ولتفاصيلها المَهمة تاليًا، فتبدو الجبال الشاهقة والمنازل المرتفعة وأعمدة الإنارة العالية، جميعها شهودا على الحدث الذي تنقله صغيرًا كان أو كبيرًا، جميعها تقول في نفس واحد: لا أحد هنا يهتم أن يكون البطل. جميعنا أبطال اللحظة، وجميعنا أبطال فيرفكن. والكلّ راحل تظل هذه البطولات خافتة في ضمير اللوحات، فأفراد فيرفكن -أبطالها- هم عمال وفلاحون وموظفون وربات بيوت، جميعهم مسيح مصلوب لا يطلب الحياة ولا يسعى لها، لكنه أتى إليها مثقلًا، يحمل من الهمّ ما لا يُطاق، وعلى رغم  همّه، يجلس طويلًا في دفء  الشمس التي لا تُخفيها فيرفكن أبدًا، وإن خفيت، تنوب عنها الألوان الحامية والصحبة.  قد تكون حياة فيرفكن مرت بصعوبات بالغة، ووضعتها دائما في اختيارات محدودة وشاقة، إلا أنها، وعبر لوحاتها، استطاعت أن تنقل إلينا بريقًا خافتا من الضوء والأمل، يتماهى مع التفاتات الشجر والبيوت في أيام ربيعية، ويحتفي بالحياة دون مبالغة، ولا يطلب إلا أن يكون حاضرًا في اللحظة دون بطولة مصطنعة أو همّ مميت، وإن ظلت الرسالة النهائية حاضرة تتنقلها لوحات فيرفكن واحدة بعد الأخرى: كلنا راحل. الولادة: 1860 روسيا. الوفاة: 1938 سويسرا. أصبحت طالبة لإليا ريبن عام 1880 الرسام الأكثر أهمية في الواقعية الروسية. توقفت عن الرسم عام 1888 حيث أطلقت النار بالخطأ _خلال الصيد_ على يدها اليمنى التي ظلت مشلولة لفترة طويلة. من خلال الممارسة المستمرة تمكنت من استخدام أدوات الرسم والرسم بيدها اليمنى مرة أخرى. انتقلت إلى ميونيخ عام 1896 وساهمت بإنشاء صالون الفن هناك. انقطعت حوالي عشر سنوات عن الرسم ثم أكملت عام 1906. رسمت أول لوحة تعبيرية لها عام 1907. …………………… بقلم: هند عبد الحميد SHARE IF YOU LIKE Facebook Twitter Linkedin Whatsapp Pinterest Envelope أخلاقيات المصمم: بين الجمال والمسؤولية وصفة الألوان السحرية السر الأعظم للعمل الفني هل أنت رسام؟ أم مصمم؟

, , , , , , , , , , , , , , , , , ,

ماريان فيرفكن ماذا يحدث عندما يُشاهد الفنان الحياة.. من مسافة؟ Read Post »

Scroll to Top